Sunday, June 14, 2009

ولد و بنت

بينما كنا نشرب فنجان القهوة الاسبوعي سألتني صديقتي اليوم: هل تمنيت يوما ان تكوني ولدا؟ وعلى الرغم من انها لم تكن المرة الأولى التي طرح فيها علي هذا السؤال، إلا انني و للمرة الأولى فكرت فيه جديا.. ماذا لو كنت قد خلقت ذكرا؟ و بم كان ذلك سيؤثر على حياتي؟

تخلق البنت في مجتمعنا من غير ان تعرف ان لها دورا رسم مسبقا، و حياة وضعت أطرها العامة سلفا. تتعلم شيئا فشيئا انها لن تصل الى الحرية، وانها وإن وصلت إليها روحيا، فإنه من الصعب عليها ان تعبر عنها في كل مكان أو زمان.

تتعلم منذ نعومة اظفارها ان تجلس وقدميها مضمومتين، وان البنت الشاطرة تساعد أمها في ترتيب البيت، وان الساعة السابعة مساء قد تعتبر نصاص الليالي، خاصة في ليالي الشتاء. تكبر وهي تحلم بفستان أبيض و بيت صغير و أطفال و رجل (يستر عليها) كما تدعي لي جدتي بعد كل صلاة...

في زماننا الحالي، تتخبط البنت بين غريزتها الانثوية و كل ما تربت عليه لا شعوريا كفتاة شرقية، و بين حياتها كامراةعاملة مستقلة، قوية، و(قد حالها). تتكابر على نفسها أيام عديدة، عندما ترسم ذلك الوجه القوي الصامد المعتز؛ تماما كما ترسم خط الكحل على عينيها كل صباح، بينما تكون روحها مستكينة، ضعيفة و بحاجة الى لمسة حنان، من أي كائن كان. تلك الروح التي تجعل دموعها تترقرق في عينيها أحيانا عندما يرتفع صوت فيروز في صباح ما: و انا بأيام الصحو ما حدا نطرني ...
فهل تمنيت ان أكون ولدا في يوم من الأيام؟

ربما اشتكيت في بعض الايام من ضغوطات الحياة الانثوية.. ربما كان قد يكون من الممتع ألا أمرض شهريا أو ان أجرب شعور الاستحمام و الخروج فورا بدون أن أفكر كيف سيتفاعل شعري مع الطقس اليوم. حتما، كان هذا قد يكون ممتعا

ولكنني لو خلقت ذكرا،ربما ما كنت ساتعلم كيف اقرأ وجوه من أحب، و أشعر بهم بدون كلمات. ربما ما كنت قد قدرت ثقة أهلي بي أو خوفهم علي . ربما ما كان وجه ابن اختي الصغير يثير في تلك الفرحة العامرة عندما يركض نحوي هاتفا باسمي. ربما ما كنت استمتع بأمسية هادئة وانا احيك كنزة صوف لشخص أحبه، أصبر على حياكتها شهورا و أنا اتخيل وجه من أهديه اياها. ربما ما كنت لأكون قريبة من والدي، و ربما ما كان فخورا بي .

ربما كنت لأخسر الكثير مما يملأ حياتي الان، و ربما ما كان ليملأها شيء اخر في المقابل ..

فهل أنا إذا سعيدة بكوني بنت؟

ترسم الأدوار لنا، لأسباب أو لاخرى.. و لكن باعتقادي، فإن تمردنا على هذه الأدوار في بعض الأحيان فيه خلاصنا، و فيه اندماجنا بحياتنا بشكل أو باخر..

خلاصة القول: أنا سعيدة بكوني أنا. فلو لم أكن أنا، ما كنت لاعرف من كنت قد أكون ..

No comments:

Post a Comment

My Shelfari Bookshelf

Shelfari: Book reviews on your book blog